السبت، 1 مايو 2010

موت مارات لـ / كلاسيكية جاك لويس ديفيد





₪ موت مارات ₪



يُعدّ الفنان الفرنسي جاك لويس دافيد (زعيم الكلاسيكية الجديدة)من أشهر الفنانين الذين خاضوا في عالم السياسة خاصة إبان فترة الثورة الفرنسيةعلى النظام الإقطاعي الذي أجج الفكرة الوطنية في المجتمع، حتى أن أشهر لوحاتهحملت هذا المضمون وأصّلته لدى العامة،


مثل: "قسم الأخوة هوراتيوس"، و "موت سقراط"، و"أبناء بروتوس".


وقد بلغ نشاطه العام والسياسي ذروةً وازت نشاطه الفني، حتى أنه في عام 1790م اختير "دافيد" لتنظيم الاحتفال الشعبي للثوّار الذي يوافق 14 يوليو


، فأوكل إليه تصميم الملابس وزينات الاحتفال، إلى جانب كافة الإعلانات الدعائية للحزب المتمرد على الحكم الإقطاعي، والذي ينتمي إليه "دافيد" وأحد أعز أصدقائه "جان بول مارات"

،إلى جانب تعيينه ممثلاً للحزب في مدينة باريس، كما بلغ نفوذه السياسي حدَّ أنه كان ممن صوتوا على اقتراع إعدام الملك لويس

،كما يُنسب إليه المؤرخون ما يربو عن 300 أمر إعدام وقّع أمر تنفيذها.


من ضمن ألغاز مسحة الألم الذي يفوح من اللوحة بصدق متناهٍ يكمن في أن الصدفة جعلت من نفس اليوم الذي ترأّس "دافيد" فيه الحزب المتمرد.. هو ذات اليوم الذي اغتيل فيه صديقه "مارات".


وهناك روايه تقول أن لـ اللوحة حكاية : أنّ شابة موالية للحكم الإقطاعي تُدعى "شارلوت كورداي" تذرّعتْ بحجة ما لتقابل"مارات/صاحب الصورة" في منزله، فأذن لها بالدخول، (وقد كان متعوداً الاستلقاء في حوض الاستحمام كما لو كان غرفة جلوس له إثر إصابته بمرضجلدي يتطلب منه غمر جسده بالماء كوسيلة علاجية)

، فولجت عليه الحجرة وغافلته مسددة له طعنة مميتة تاركة رسالة ذيّلتها بقولها:(يا شقائي العظيم.. هبني نصيباً من لطفك)..




تولى "مارات" عدة مناصب قيادية منها أمانة سر الحزب المتمرد، كما كان محرراً في صحيفة L'Ami du Peuple، وعُرف كخطيب مفوّه حاد، كما كان البعض كان يجد فيه وطنياً حميّا


وفي ذات الوقت ظلَّ آخرون ينظرون إليه متزعماً للشرذمة التي استولت على الحكم.من ضمن ألغاز مسحة الألم الذي يفوح من اللوحة بصدق متناهٍ أنَّ الصدفة جعلت من نفس اليوم الذي ترأّس "دافيد" فيه الحزب المتمرد..

هو ذات اليوم الذي اغتيل فيه صديقه "مارات".في اليوم الذي تلا الحادثة دُعي "دافيد" لمقر الحزب لترتيب مراسم الجنازة ورسم بورتوريه لمارات، فقبل بحماس،
إلا أن جسد "مارات" كان قد بدأ بالتعفن نتيجة نزف جرحه البليغ وجسده المخمّر بالماء جاعلاً فكرة تصويره مستحيلة، مما شجّع "دافيد" على رسمه بذات الهيئة التي نراها فياللوحة بطريقة أشبه للحيلة، إلا أنه صوّره بجسد صحيح فتيّ كنوع من التحدي لمقتله المرعب.




هذا الوضع الشنيع للجسد المتحلل إلى جانب الألم العاطفي لدافيد.. جعل اللوحة أعلاه ممثلةً بأمثل صورة ممكنة للوجع ( "مارات" تتحشرج روحه.. جفناه مرتخيان.. رأسه متثاقل على كتفه..ذراعه اليمنى مدلاة على الأرضية ممسكة بالريشة/ القلم ... . حتى أن مشهد جسده بهذه الوضعية يستحضر فكرة أنه مصلوب بوجه يصور معاناتهالأخيرة قبل لحظة الموت، إلا أنه في ذات الآن مخضّب بسلام وكأن نصل الموت ما استطاع لوخزه سبيلا ) .




أحاط دافيد مارات بجملة من التفاصيل بما فيها السكيّن التي طُعن بها،حوض الاستحمام، ملاءاته، صندوقه الخشبي، قلمه ومحبرته، غطاء الطاولة الأخضر،رسالة اغتياله ... .وهو بذلك يحاول الربط بين بساطة المغدور، ونذالة القاتلة

(وقد ترك "مارات" وصيّة خص ثروته فيها لعائلة فقيرة مكونة من أم لخمسة أطفال يتامى،مات زوجها فداء للوطن).


كل هذه الإشارات التي سجّلها "دافيد" جاءت بإضاءة نور واضحة ترامت بنعومة على جسد"مارات"، وبحدة فجّة على رسالة القاتلة، بينما ترك بقية كادر اللوحة في الظل بهذا الأسلوب الرصين والذكي تصاعدت عناصر الرسم بانسجام تبدّى في ذهن "دافيد"، والذي أنجز هذه اللوحة في وقت قياسي مقارنة بطقوسه الحريصة في لوحاته الأخرى.



عُرضت اللوحة لأول مرة لأعضاء الحزب في 15 نوفمبر 1793م، ممثلة أسمى صورة حول التضحية في سبيل الثورة .من جانب آخر، بعد وفاة "دافيد"وتسيّد مذهب الرومانسيين .





خَفُتَ سحر لوحة "موت مارات"كما خَفُتَ كل ما ينتمي للكلاسيكية الجديدة،

حتى أنصفها المبدع الفرنسي "بودلير" الذي كتب عنها برؤيته الخاصة.



فيما يلي مقطع مما قاله: [ هنا الدراما حية في رعبها الذي يرثى له.. هذه اللوحة تحفة معتّقة لـ"دافيد"، وواحدة من أندر لوحات الفن الحديث؛لموضوعها البطولي الغير اعتيادي والخالي من الابتذال أو التفاهة،فمن أكثر مفاجآت هذه القصيدة المصوّرة كونها رُسمت على عجل يحيّر من يتفكر فيها لفرط الإتقان .

مكللة بإشباع للجأش وانتصار للروحانية.

في هذه اللوحة نجد وحشية الطبيعة المتوّجة بتفاصيل ذهنية متَقدة تراه أين يكمن القبح الذي يكتنف الموت بعدما هزمه "مارات" الآن يمكن لـ "مارات" أن يتحدى أبولو، بعدما قبّله الموت بشفاهٍ مُحبّة وسُجيَّ في سلام بعيدٍ عن مسخه.


هذه اللوحة تضم مايا من حدة ونعومة روح دافئة تحلّق في أثير بارد يحفّ جدران الحجرة وذلك الحوض/ المدفن ]


.

.




قرأت عن تلك القصه كثيراً بعدما شدَتني خلال دراستي لـ مقرر [ فنون عصر النهضه ] .

من الجميل جداً قرآءة اللوحات الفنيه تاريخ وملاحم وأسرار (تُسيَرها مشاعر)

.
قراءه ممتعه
.

هناك تعليقان (2):

  1. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف
  2. شكرا للنشر الرائع ، أنا بحب اللوحة دي اوى وكنت بدور على قصتها من كتر ما بحبها ولقيت القصه جميله كاللوحه .

    ردحذف